أجول و أجول حتى تلمح عيني جملة .. تبادرت الى ذهني افكار عديدة حالما رأيتها .. لماذا نبكي؟ هه ..حقيقة لماذا؟
يمكن أننا قد مررنا بصعاب كثيرة .. أزمات .. اصطدمنا بالجدار في الكثير من المرات .. بل الكثير الكثييير ...
اصطدامنا بالحقائق كم هو مؤلم .. من المعلوم أنه ليس بالأمر السهل و الهيّن نسيانه .. ففي كل لحظة .. تمر تلك الحقائق البشعة كشريط مسجّل في فكرنا .. حروف .. كلمات .. عبارات .. كل شيء تصبح له ذكرى .. كل حدث نكون قد مررنا به سابقا .. لكن الفرق يكمن في كون أنّ المرة الأولى مميزة .. نكون فيها في أقصى درجات السعادة .. أما الثانية .. فهي مؤلمة .. الأولى تجربة نمر بها كبداية لمشوار طويل مجهول النهاية .. أما الثانية فهي الخبرة التي نستمدها من تجاربنا الأولى .. الثانية تبقى مجرد ذكرى أو بالأحرى هي نتيجة لحدث عايشناه .. لماذا نبكي؟ ربما لأن قلوبنا امتلأت .. امتلأت بالأحزان .. بخيبات الأمل المتتالية ...
حقيقة في عقلي سؤال محيّر .. كثيرا ما أفكّر فيه .. من الطبيعي أن تكون الحياة مختلطة بين الحلو و المر .. لكن .. لما تكون كمية المر الذي نتذوقه من مشاكل أكبر دائما ؟ .. لما تأتي المصائب وراء بعضها مصيبة تلو الأخرى ..؟
عشنا و أحسسنا .. تعلمنا و لكن .. تبقى هنالك بعض الحصص التي فوّتناها .. حصص كانت مهمّة جدا ربّما .. و مع الأسف تغيّبنا عن حضورها .. حصص من المعلوم أننا سنعوّضها مستقبلا .. فالحياة لا ترحم .. الحياة كالمدرسة .. فنحن كلما نكبر كلما نتعلّم شيئا جديدا .. و لكن المؤسف أن تجتهد فيها و تدرس بكل ما لديك .. و تتحصّل على علامة سيئة في نهاية الاختبار .. هكذا هي الحياة .. مدرسة .. بها حصص .. لحظات السعادة هي العلامات الجيدة .. و أحزاننا هي النتائج السيئة .. تختبرنا .. و كما هو المعروف هنالك ناحج و هنالك راسب .. و الباقي يبقى على الشخص وحده .. اما أن يجتهد من البداية و يبني مستقبلا يليق به .. و اما أن يتكاسل و تكون نتيجة ذلك واضحة .... نلف و ندور كثيرا نأخذ الموضوع من كل جوانبه .. لنعود دائما الى أصل الحديث هذه هي الحياة .. و من أراد نيل مرتبة عليا فيها يتقبّلها بحلوها و مرّها .. البكاء أداة من تلك الأدوات المدرسية .. نستعملها لتسهيل الأمور علينا .. نرتاح قليلا .. و نرسم خطا مستقيما بالنهاية .. لتكون النتيجة ايجابية .. فلتعملوا على أخذ الموضوع بجدية و بعين الاعتبار أحبّتي .. فالحياة كلمة كما سهل قولها و لمعان العيون حين سماع نطقها الا أنها تستنزف طاقة الشخص و تعصره الى آخر قطرة .. و قليلون جدا من يستطيعون مجارات مصاعب الحياة .. فاسعوا على أن تكونوا أقوياء .. ولا تتركوا أي عائق يقف في طريقكم ..
* من بوح قلمي .. أتمنى أن يكون نال على اعجابكم*